Tuesday, 13 May 2014

ثورة الذات



خاطرة
ثورة الذات 

 
ألملم نتف فؤادي وبقايا عظامي لأصنع عقد محبة أزين به عنق الحياة لتتنهد روحي الطاهرة، و حطام كبريائي و صمودي لأبني سلما أصعد به إلى الشمس وأعانق نجوم السماء لترسل نورها للأرض التي  تئن من وطأة الظلام الرمادي..
أجمع ما تبقى من مشاعري المتناثرة، وعواطفي الممزقة إربا لأحيك إسورة مجد أُجمل بها معاصم العاشقين لتخليد  الحب..
ألملم بقايا الإنسانية المنسية لأصمم جسراً متيناً يبني عليه الأطفال أحلامهم الوردية وطموحاتهم... فيزهر مستقبل الأمان المزين بالعدل..
التقط قطرات نزيف قلبي لأمحو اليأس من ضمير الإنسانية عله يصحو، وتزهر عناقيد المودة من جديد،
و أبني عشاً متيناً لطيور الحرية من وريقات الزيتون والصنوبر الصامدة في وجه عواصف التدمير الذاتي والتخلف المظلم كي تنطلق الحرية من حناجر الكبت والكتمان كزقزقة العصافير..
ويغرد الوعي من صميم الجهل الموروث كالبلابل.. وتولد سنونات الأمل من رحم الربيع ، وتحلق العزة شامخة في سماء الكرامة كنسور عظيمة..
أقدم فراشات أحلامي كسيرة الأجنحة  من غدر المتربصين هدية لمكسوري الخواطر لتحلق أرواحهم إلى الشمس..
أفجر زعقات الذات المكبوتة الحالمة في الوجود الإنساني.. دويها يشق صمت الفكر ويزعزع أهدافه الخرساء..
أجدد خطواتي التائهة بين جبال الخوف.. الملتصقة في وحل  الضعف.. لأخطو خطوة بيضاء في زمن التجديد وعلى دروب الياسمين أرسم الحرية كيمامة بيضاء بطباشيري الجريئة..
أرمم ذاتي المتهالكة.. وجدران ثقتها المائلة خشية من السقوط في الحضيض.. أنفث الهواء في كينونتي المخنوقة.. كي يتنفس نبض شراييني روح الحياة..
أنقذ حقيقتي ومبادئي وفكري من تحت أنقاض الظلم والاستبداد والتشرد حفاظا على هويتي، وأكتب الأنا بلون الذهب لتبقى محفورة في تاريخي المشرق من الضياع .. احترق كشمعة لأكون شمساً تنير الطريق للأجيال القادمة والحالمة بالسلام..
أزيل اللمسات الأخيرة عن لوحتي المبدعة فتكتمل أنشودتي، وتزهو بألوان البنفسج وعبق عطره..
أبحث عن بتلات الجوري والياسمين بين زخات أيلول، ووريقات الزيزفون الراحلة بين سواقي الخريف
فأكون جورية النور وياسمينة الوجود....
أنتزع روحي من بين أنقاض الظلم، وعواصف التخلف، وغرق الروح.. أخلصها من براثن السرطان الفتاك واستبداد النفوس..
أحمي الأنا الإنسانية الحقيقية في أعماقي من  صقيع الموت البطيء وتدمير الشموخ..
أغمرها بقلبي وحناني، وأتعلم كيفية حبها واحترامها.. لأنني إذا لم أحب نفسي وأحترمها لن أجد الحب والاحترام عند أحد، ويفرغ الحب من مضمونه، ويفقد معناه السرمدي..
أعانقها وأمسح دموعها وهي تصرخ من ألم تشردها وضياعها كأم ثكلى فقدت وحيدها في معركة الوجود..
أمسّد على جفنيها بلمسات حنونة علها تهدأ عَبراتها وتغفو عيناها حالمة بالفرح.. فقد أتعبها عهد البنفسج المذبوح..
أنمنم بريق الأمل في مقلتيها الناعستين، وأداعب البسمة على شفتيها المرتجفتين لعل الليلك يتنهد بحرية وأمان ويتفتح وتكمل عناقيد الكرز أنشودة نيسان .. أدربها على الرماية من جديد بقبضتين فولاذيتين وبقدمين ثابتتي الخطى.. تسير بصولجانها بثقة وصبر..


أحررها من حبال التعقيد.. أفكّ سلاسل الذل والألم وأمسح الصدأ عن قدميها المرتعشتين.. و لن أدعها تموت أمام عينيّ وكأنني كالنعامة أرى ولا أرى.. لن أدع روحها الذكية تختنق في بئر الزمان.. تستحق الحياة وملء الكون ونعمة الله.. تستحق أن تعثر على كينونتها الضائعة وقيمتها المشوهة من آكلي لحوم البشر وعلى دمائها الممتصة من قبل المستبدين كي تحلق منتصرة كما الخير..
من حقها أن تدرك رسالتها وتنشر حروفها حرفا حرفا على الأرض.. وأن تختار لون  الشمس.. ورائحة العطر الذي يرضي ربيعها..
هي ولدت أميرة .. فملكت القمر بجرأتها وتحديها ومواجهتها.. وعذراء الروح بعزة روحها وإصرارها على الحياة الحقيقية مهما عظم الثمن.. فإما أكون أو لا أكون كما قال شكسبير.
هل نحن أمناء على ذواتنا ؟؟ الذات أمانة سماويه من الله .. فكيف نرى أرواحنا تلفظ أنفاسها أمامنا وتحتضر ونحن نقف مكتوفي الأيدي ونزعم أننا لا نعرف؟ ربما نقنع أنفسنا بنظارات شمسيه مظلله كي لا نرى الوديعة الحقيقة والأمانة الأصلية.
ليس من السهل العثور على النفس الضائعة وإعادة بناء الشخصية ولكن من خلال التواصل مع أرواحنا والعبادة نقترب من الله و نستمع لصوته الحقيقي ولنبضه في شراييننا، و التأمل يدلنا على مكامن الجرأة في أعماقنا لنسير في طريق العزة والخلود.. وأما الجبناء فلا تسمو نفوسهم ولا تتحرر أرواحهم من الجهل فيغرقون في النسيان..
نحن تائهون عن أنفسنا، ونبحث عن الخلاص في غياهب الزمن والمستقبل.. وخلاصنا هو في دواخلنا .. وفي قراراتنا واختياراتنا.. ولا خلاص إلا في الروح.. ولا تحرير إلا بسماع موسيقى الله الصحيحة..
صرخات دواخلنا تتوسل وتتضرع لرؤية النور والوجود، وتنتظر من يسمعها.. فلا تتلاشى بالهروب إلى استخدام السجائر والمخدرات المميتة..
النفس الإنسانية تترنح سكرانة، و تتمزق الأنا على طاولات القمار، وتجارة الجسد؟؟ إلى متى نرفض وجودنا؟؟
الموت مخيف  وله رهبة قويه عظيمه  خاصة للمذنبين وفقراء الضمير.. لكن الخوف الأعظم هو أننا لم نخلق للحياة بعد بل نحتضر داخل أنفاق الذل والعبودية ومرارة الإهانة، والفناء الأبدي.. وكأننا نمشي أحياء بالظاهر لكننا موتى الأرواح .. فإما أن تكون ذاتي سنديانة شامخة وزيتونة نورها خالد أو لا تكون .
______كندا 2014_____







1 comment:

  1. ألملم بقايا الإنسانية المنسية لأصمم جسراً متيناً يبني عليه الأطفال أحلامهم الوردية وطموحاتهم... فيزهر مستقبل الأمان المزين بالعدل..
    التقط قطرات نزيف قلبي لأمحو اليأس من ضمير الإنسانية عله يصحو، وتزهر عناقيد المودة من جديد،
    و أبني عشاً متيناً لطيور الحرية من وريقات الزيتون والصنوبر الصامدة في وجه عواصف التدمير الذاتي والتخلف المظلم كي تنطلق الحرية من حناجر الكبت والكتمان كزقزقة العصافير..
    ويغرد الوعي من صميم الجهل الموروث كالبلابل.. وتولد سنونات الأمل من رحم الربيع ، وتحلق العزة شامخة في سماء الكرامة كنسور عظيمة..
    أقدم فراشات أحلامي كسيرة الأجنحة من

    ReplyDelete