Wednesday 28 June 2017

ديوان مشترك

مشاركتي في ديوان (حديث الياسمين) مع الود والتقدير لاعضاء المجموعة....

Friday 23 June 2017

ومض


Wednesday 14 June 2017

أسطورة من سماء الخيال

سلـوى فـــرح
زاحم جهاد مطر

  
أسطورة من سماء الخيال

سلوانا و هزار
  (الحلقة الثالثة )


........آلهة الزهور: 
انهضْ يا "هزاري".. توهّجت ناري من غيابك .. كنت أموت حسرة قبيل كل غروب و اسفاري عارية ..عندما لمحت النّور يتسلل من عينيك، رحلت أشياء منّي بل كلّي اليك.. وددت أن أزرعك بين كواكبي أيقونة عشق، أُزيّن بها محرابي.. لكن الآلهة تخشى البشر، لأن أخطاءها لا تغتفر، و قد تحوَّل قلبها إلى حجر.. وها أنا منفيّة.. أبكيك وحيدة في عوالم بعيدة..اشتاق لنسائمك وهمساتك ، ودفق الدّم  يجري في مساماتك، لكن منعوني من رؤيتك ، والعمر خريف لولاك.. انهضْ يا "هزار" من غفوتك.. لهفتي إليك أقوى من الإعصار.. ها أنا اُلامِس برفق وجنتيك.. علَّ الحياة  تزهو على شفتيك.. أرواحنا أقوى من الظّلام.. وللضوء عطر وكلام.. سنعلن معاً الحبَّ والسَّلام..
فتح "هزار"عينيه بعد أن سقط مغشيا عليه ليجد رأسه في حضن "سلوانا"،  وهنا كانت صدمته الكبرى بعدما اكتشف أن آلهة الزهور هي  ذاتها "سلوانا"!! وكانت ترمقه بنظرات الحنان، وتمسح بيدٍ عن خده دموعها المنهمرة من عينيها، و باليد الأخرى تعبث بشعره الكثيف.. كانت تلك اللحظة من لحظات الإنبهار الشديد و الذّهول و الإندهاش.
بهدوء وضعت وجنتها على وجنته الورديّة ،  وبأناملها النّاعمة لمست شفتيه المُتبتلتين..
هزار :
 هل حقا أراك ثانية و أناملك تهدهدني ، و أنفاسك تغمرني ، و نور جمالك يبهرني ؟ أم أنا يا تُرى في حلم أعيش لحظة انبهار أفقدني بصري و سمعي و نطقي و أصبحت لا أرى  سوى رسمك و لا اسمع إلا رنين صوتك و لا أنطق إلا بإسمك!! أم أن الآلهة رحمت تذللي و تضرعي ، ووضعت نهاية لهلعي و جزعي .
الآن صدّقت نفسي ، وأنا أرى محياك السني يا ملاكي ؛ و اتحسس عطرك الفوّاح وأنا بين أرضك و سماكِ ؛ أتلمّس واديك و رباك ،  و شفاهي العطشى تطلب الإرتواء من شفتيكِ. ضميني بيسراك و يمناك برفق ؛ واعصريني كنبيذ معتق في زقٍ منذ أول عشق في الكون برق ، منذ أول قلب بالحب شَرَق و للجمال عشق و بالنور تعشق، وفي الوجود بحب الإنسان عَبَق يا من بها قلبي ترفق .


سلوانا :
أنا الحلم والحقيقة تحولت إلى زهرة نثرت عبقي في ذلك البستان لكي تراني ، وتحلق حيث السمو والأمان.. أنا مزيج من الياسمين الشّامي، وشقائق النُّعمان، مكللة بعبق الليلك  والريحان ؛ لديّ أجنحة زودتني بها السّماء ؛ لأطير بك إلى فضائي ، لتكون مهجتي و هنائي، وطلبت من الشّمس عينين وشفتين لأهب  لك الحب الحقيقي،  وأترجم  لك عشقي وهيامي.. لقد أهداني الأثير أنفاسه بعد أن أقسمت له بأنني سأعشقك بجنون، وأكون لك بمثابة الأم الحنون ، سأغمرك نوراً ، وأتنفسك عطراً ، و أمنحك مطراً ، لتكون غيمة من الحب والطيوب تمطر عشقاً على الدروب..امنحك عبقي وأزلي ايقونة وعد مكللة بالشوق والورد.. عيناك رنيم لقلبي وصدى عهد ، يا ويح قلبي يقتلني هذا الشحوب بين أهدابك أخبرني ماأضماك وما أصابك ..؟
هزار :
آه يا سلوانا مذ فارقتيني أصبحت أيامي منهكة ، و روحي حائرة مضطربة مرتبكة ، كروح سمكة عالقة بسنارة أو روح طير في شبكة ، و ايقنت ان وصالك مستحيل. و لكن كلما كان اليأس يجعلني بين بَرَق و غَرَق ؛ و يطفئ نيراني كنت أتجمر برماد عشقي ، و أتوهج من جديد مثل برْق ، و أشدّ راحلتي للرحيل . ومن سفر إلى أسفار، سلكت اليك طرقا طويلة بطول الانتظار ، موحشة كوحشة الغريب التائه عن الديار، عسى أن أجد إليك سبيلا . كنت كزورق يقاوم الريح و الإعصار؛ و ينشد الوصول إلى الفنار ؛ و طاقتي المنهكة تقاوم غرقي بإصرار ؛ و تتشبث بآخرة قشة أجل غير طويل . و ما همني ما أضامني و أصابني،  بل همّني ما ضامك و أصابك ؟                                                                                                 
حبيبتي لا تقلقي بوصالك ساعود إلى ألقي،  كما كنت نهرا جاريا و مائي نمير.. بغيابك غاب الماء عنّي و غاب الخرير،  كما كنت واحة بهيجة بالجمال انقطع مطرك عنها فصارت أرضا هامدة كصخور جامدة ، انظري الآن أحس بأن كل أجزاء كياني اهتزت، و ربت براعم فرح و نشوة  و سنابل أمل تتمايل كأنها نشوى .
سلوانا:
حبيبي "هزاز".. يومض النَّهار بالأمل.. كم آلمني توترك وزوال العطر من بستانك؟.. للعشق أشرعة خيالية تهلل، العشق مستحيل بيني وبينك في قانون الأرض .. لكنّ إن تجسّد الخيال أزهر، وتورّد.. ستزهر النّشوى براعم النّجوى فتذوب مرارة الأمس ، ونرقص معاً على حبال الشّمس الذّهبية ، ونرتِّل أسرار الهمس... اقتربْ من قلبي ، وترنَّم على دقاته واستمع الى نبضاته . سيحرسك حناني وأنت بين ذراعي.. وتصير بلمساً لجروحي.. هلمّ لأعمِّدك برضابي الندية الهنيّة.. ويصبح فرحي من فرحك.. تنهّد كي يرف الحمام ويهيم الهيام، ويتهادى السّلام.. سنحلق في سماء الهوى معا.. تمسّك بأوتاري وأزهاري وأشعاري.. هيّا بنا ننطلق....
هزار:
أرأيت يا سلوانا كيف أن العشق الأصيل لا يتغير، و لا يزول، و لا يحيد عن المعشوق؟ وفي درب العشاق كم عاشق صريع أو قتيل لم يجد للمعشوق سبيل؟  لكن أمام الإيمان  بالأمل المنشود ، و الالتزام والإيفاء بالوعود و العهود ؛ تلاشت الحدود و تحطمت السدود ، و ها نحن نتبادل خمرة الأنفاس و طيب الهمسات ، و نشعر بجمال الإحساس و لذة اللمسات ، و حرارة اللقاء و نشوة العناق . ما أجمل أن أطوي أعطافك كالحرير، وما أجمل أن  تتدثرين في حضني تدثر المزّمل من الزمهرير،  فنامي كما تشائين على صدري ، و أنهلي ما شئت من خمري ،لا بشر ، و لا نهر أو بحر ، ولا طير أو شجر ، و لا شمس أو قمر ، و لكان العالم هباء  من كل جمال خواء .
سلوانا :
على صدرك أغفو نفحات وردية الروح، تدثّر بها كي تشفي الجروح وتزهر السفوح ، وبين أنفاسك أقيم مملكة النّور، اِشْهَقْ حبيبي ليورد الجوري، وليزقزق الدوري ، بالحب سنحطم المستحيل والمسافات ، ونحلق مثل الفَراش  فوق بساتين العشق و الغابات ، و سوف تشهد لعشقنا كل المخلوقات . للعشق قلبي اختار حناياك، دوِّن على شغافي ذكرياتك وسفر ايامك . لكن، لروحي شرط وحيد، هو أن تترك الأرض، وتكون بعيدا عن أهوائها واتعابها ونفاقها، وتعيش الصدق مع ذاتك، لتضمن عطر حياتك وجناتك، حينها سأتوِّجك مليكي، و رحيقي..
هزار :
ها أنا أتركت الأرض وما فيها ، بعد أن ساد شرّها و باد خيرها ؛ و زاد الظلم، و الجور، وانعدم العدل، و الرحمة فيها ، ولكن، أخبريني بحق الآلهة، هل  هذا الشرط منك أم من الآلهة؟؟......
ما هي إلا لحظات حتى هبّت رياح عاصفة صاحبها مطر غزير، و بَرَد كثير،   وهياج و اضطراب ......

يتبع.........  الحلقة الرابعة

Tuesday 13 June 2017

ومضة