نبذة عني


مهرة من ريح

منذ نعومة أظفاري، كنت أسابق الرِّيح، وأشعر تارة بأنني حصان أبيض، له أجنحة، يطير نحو السَّماء، وتارة أخرى كنت أشعر بأن ثلاثة أرباعي ليست بشرية وإنما تنتمي إلى فصيلة الطيور أو الملائكة.
 كأنني روح محلِّقة نحو الخلود !
بدأت أكتب القصص وأنا في العاشرة من عمري.. وأرسمها بأناملي البريئة.. وأحوِّلها إلى أشكال كرتونية كأنني أجسِّدها أو أصوِّرها تصويراً..
أما في مرحلة المراهقة فقد تأثرت بشِعر والدي المرحوم طيب الله ثراه شاعر الزَّجل "موسى فرح" من خلال ملازمتي، ومُجالستي، ومراقبتي له كيف ينظم الشِّعر، وكيف يُغنِّيه بصوته الرَّنان، وأطربُ لسماعه، فبدأت أكتب الشِّعر والخاطرة، ولكن ضمن ظروف مغلقة وصعبة جداً، ولم ينتبه أحد لموهبتي، وقُتلت أحلامي في مهدها، ومُزِّقت كتاباتي وبعضها سُرقت،  وسافرت مع حلمي القتيل أبحث عن ذاتي المبعثرة هنا وهناك..
سافرت مع قلمي حاملاً معي وطناً، وأينما ارتحلتْ أو حللت أدافع عنه بكل جوارحي، وكذلك عن عدة قضايا أبرزها، قضايا المرأة.
عندما كنت أحاول التفتيش عن أحلامي في خضم الغربة والآلام كانت الأمواج العاتية تعيدني إلى الشاطئ ، وأزهار الثلوج تحرقني في الغربة..  رغم ذلك، كانت إرادتي قوية، فتحديت الأمواج، والثلوج، وهبطت إلى القاع أبحث عن "سلوى" وأحلامها، فأخذت بيدها و بيراعها الغارق، ودوَّنت الحروف ثانية، وكبرت حروفي شيئاً فشيئاً حتى أتت أُكُلَها، وأزهرت في وسط النَّار وأطلقت قيثارتي صرخاتها.. لهذا أسميت ديواني "أزهر في النار" تحدياً للموت والاحتراق والثَّلج والغربة, سعادتي ليست في صدور الكتاب فحسب بل في التغلب على المعاناة التي أحرقت أحلامي.

كأنني روح محلِّقة نحو الخلود تحمل معها الحب والمحبة للبشرية، شاعرية،
وموسيقية. أنا أنثى حساسة للغاية، أحب البساطة في الحياة، لكنَّ شخصيتي مركَّبة وفلسفية، أبحث عن الحقائق، ولا تقنعني المعتقدات البالية، وأرى أن تجربة الإنسان على الأرض هي لإدراك معنى المحبة.
ما أصعب العيش لولا فسحة الأمل كما قال الشاعر"الطغرائي"، عشقي للحياة لا يوصف، كما أؤمن بالإيجابية، وبالتفكير المنطقي لأنه طريق النَّجاح، وإن نظرت إليّ تجدني  أنتمي إلى عالم غريب لم أجده لا في الشرق ولا في الغرب!!.
 عالمي هو عالم مزيج متوازن ما بين الشرق والغرب، ويميل إلى الرومانسية التي تضفي طابعاً خاصاً مميزاً على تخفيف وطأة وحدَّة الصِّراعات التي يشهدها العالم حالياً.
المرأة.
 من طبعي رفض اللهجة الذكورية السَّائدة، والنظرة الدُّونية للمرأة في بعض المجتمعات وتدور في داخلي ثورة بيضاء لتغيير هذه النظرة نحو الأفضل
 لكل إنسان هدف في هذه الحياة، وكل خطوات حياتي تسيير هادفة إلى إثبات الذات، وتحقيق الشعار الذي يقوله شكسبير: "أكون أو لا أكون". أرى من وجهة نظري بأن إثبات وجودنا، وتحديد هويتنا، هو المحرِّك الفعَّال لحياتنا، كما أؤمن بأن الوعي والحكمة هما، الطريق الوحيد للنّور وللتحليق صوب العُلى.

0 comments:

Post a Comment