Tuesday 17 May 2016

حوار صحفي مع الكاتبة سلوى فرح الأديبة سلوى فرح لـ "جريدة الوسط ومجلة هوامش الثقافية حاورها الشاعر: عزوز عقيل

س1: بداية كيف نتعرف على الشاعرة سلوى فرح ؟
ج: أنا بعبارة موجزة شاعرة حساسة جداً، وأحب البساطة في الحياة، وشخصيتي مركبة وفلسفية، أبحث عن الحقائق ولا تقنعني المعتقدات البالية، أعشق الحياة وأرى أن تجربة الإنسان على الأرض هي لإدراك معنى المحبة ثم المحبة، وأن السعادة هي الأمل في نظري، وتسير خطوات حياتي بهدف، وهو إثبات الذات، وشعاري كما يقول شكسبير: أكون أو لا أكون، وأرى أن إثبات وجودنا وتحديد هويتنا هو المحرك الفعال لحياتنا، كما أؤمن أن الوعي والحكمة هما الطريق الوحيد للنور وللتحليق إلى الأعلى والأفضل.
أنا امرأة استثنائية متمردة على التخلف والجوانب المظلمة في الحياة، واشعر أنني أنتمي إلى عالم غريب لم أجده لا في الشرق ولا في الغرب، عالم ربما هو مزيج متوازن مابين الشرق والغرب. ومنذ نعومة أظافري وأنا موهوبة فطرياً بالفن، والشعر، والغناء، والموسيقى.






س2:الإبداع معاناة فكيف استطاعت الشاعرة سلوى فرح التغلب على هذه المعاناة؟
ج: منذ نعومة أظفاري وأنا موهوبة فطرياً بالفن، والشعر، والغناء، والموسيقى، وكنت دائما أكتب وأنا طالبة مدرسة، وكان والدي مدرس للغة العربية، وشاعراً، ويكتب الزجل الشعبي أيضا، وكنت أراقبه وهو ينظم الزجل والشعر، وتأثرت كثيراً بروحه وحبه لذلك، وكنت دائما أكتب وأطلعه على كتاباتي، وكان أثره فعالاً في تدفق موهبتي وإبداعاتي. وما زلت اشعر في التواصل الروحي معه ومع إلهامه الذي يغذي كتاباتي محبة وإبداعاً.
لقد كان لظهور الإعلام الالكتروني فضل كبير فهو الذي مهّد الطريق لي لمد جسور التواصل مع المواطنين وبيني والجماهير، وكذلك لعب دورا بارزا في مساندة الجماهير العربية في نضالها من أجل العدالة وغيرها. وأرى أنه مع ظهور العصر التكنولوجي الرقمي فتح المجال أمام المبدعين الشباب والشابات لنشر إبداعاتهم وإبرازها، وأعطاهم دفعة قوية للانطلاق، وكذلك للتنافس وتشجيعهم على الكتابة المتواصلة ونقلهم إلى العالم بسرعة فائقة مما خلق جواً من التلاقي الأدبي العالمي والمحلي أو البيني داخل الوطن العربي. كما خلق متنفسا لهم للتواصل مع العالم كله من أجل الاستفادة والإفادة وتبادل المعرفة والخبرات. وهذا ما شجعني على حمل قلمي والبدء بالنشر ووجدت فيه متنفسا لروحي وإنتاجي الأدبي ناهيك عن تشجيع الكتاب لي في بداية المشوار الذين كان لهم دور كبير في إقحامي عالم الأدب.

س3+4: ماذا أضاف الشعر إليك وماذا أخذ ؟ ماذا قدمت إلى الساحة الأدبية لحد الآن وهل أنت راضية عن الشيء المقدم ؟
ج: لقد أخذ مني الشعر الوقت والعمل وبذل الجهد للانخراط في عالم الأدب على حساب التمتع في الحياة، وعلى حساب بيتي وأسرتي وراحتي، لكن من ناحية ثانية كل ذلك كان من أجل التعبير عما يجول في خاطري تجاه قضاياه كثيرة يعاني منها الوطن العربي والمرأة العربية، وقد أضافني الشعر إلى عالم الأدب والحركة الأدبية والثقافية وأصدرت ثلاثة دواوين شعرية ومجموعة قصصية كانت بمثابة مشاركة متواضعة مني في التراث الفكري الإنساني وإثراء المكتبات العربية بهذه الإضافة الجديدة والتجربة الجديدة التي لاقت استحسان الكثير من النقّاد والصحافة.
س5:الأزمات التي يعرفها العالم العربي هل أضافت شيئا لكتابة سلوى ؟
ج: نعم لقد كانت هي الحافز والمشجع لي للكتابة، ويجب أن يكون الكاتب ملتصق بهموم وطنه وشعبه، وأنا حلمي كبير كبر الوطن العربي والعالم، وأتمنى أن تُحل وتنتهي جميع قضايا الوطن العربي والعالم والتي تتمثل في: إنهاء التشرذم والتفتت والتفرق ، مع ضرورة إشاعة ثقافة الوحدة والتقريب بين الشعوب والأديان والاحترام المتبادل وقبول الطرف الآخر، كذلك يجب تعزيز دور الثقافة الوطنية للحفاظ على المجتمعات وثرواتها وتطلعاتها نحو الحرية والخلاص من براثن الاستعمار الاقتصادي أو السياسي العسكري، وكذلك يجب مقاومة الثقافة الاستسلامية والانهزامية ، والخنوع للظلم والفساد والاستعباد وهدر ثروات الشعوب التي استشرت ردحاً من الزمن في مجتمعاتنا، و مقاومة سياسة التفرقة العنصرية والمذهبية والدينية، وإشاعة سياسة المحبة والتسامح والتعاضد بين الناس، وكذلك لا زالت الثقافة في الوطن العربي محصورة بين التقليد والتجديد، ولذلك أنا أطالب بضرورة رفع مستوى الوعي الثقافي لدى المواطنين ، مضافاً إلى ذلك تذليل جميع عوائق تقدم الثقافة وتحريرها من السيطرة الحزبية أو القبلية أو العسكرية ونفوذ العصبية وهيمنة التقاليد والأعراف والقوانين المكبلة لها الأمر الذي أدى إلى سيادة المفاهيم الجامدة وتشويه المفاهيم والقيم الحضارية. ولا بد أيضا من ذكر قضية أخرى وهي تغيير النظرة الدونية تجاه المرأة، وتحريرها من الكبت الذي تعيشه، ويتم ذلك عن طريق المناهج المدرسية والجامعية، وكذلك وسائل الإعلام المختلفة وتعزيز دورها في التنمية ومشاركتها المتساوية مع الرجل في بناء المجتمع. وآمل أن يحل السلام بين شعوب الكرة الأرضية بدلا من هدر الأموال ومقدرات الشعوب في قتل بعضهم البعض، بل يجب استثمارها في التطور والتقدم العلمي ورفع مستوى الحياة المعيشية والرفاهية للبشر، أي تسخيرها لصالح البشرية وليس ضدها. كما أن حلم العودة للوطن والحنين له يأخذ مني مأخذا فهو يعيش داخلي، وأن تسود المحبة العالم.
بالرغم من الصراعات الموجودة في الحياة إلا أنه يوجد إلى جانبها أشياء جميلة غير مستكشفة للإنسان العادي، لذلك يجب علينا ككتاب وكاتبات أن ننقل القارئ إلى عوالم أخرى تبعث في نفسه الأمل في الحياة، وإلى إظهار هذه الجوانب المخفية في الحياة رغم الآلام من خلال الإحساس المرهف للشاعرة أو الشاعر وإبراز العناصر الجمالية فيها كي تسمو بذوق وروح القراء وتبصرهم بأحوالهم. وأنا دائما أنقل إحساسي شعرا أم نثرا للقراء لأنني أجد في الشعر والنثر وسيلة للتعبير وتصوير واقع الناس وهمومهم. أما فيما يتعلق بما حققته للمرأة أنا لست في مركز صناع القرار في الحكومات حتى أعطيك جوابا شافيان ولكنني أدافع بحرارة عن وجود المرأة ككيان ثابت في المجتمع وأركز على حقوقها المهضومة وأقف على جانبها وجانب الجميع لأنني أدافع عن حقوق الإنسان بغض النظر أكان امرأة أم رجل كلهم سواسية عندي.
س6: ما جدوى الشعر في ظل التكنولوجيات الحديثة وهل ترى الشاعرة أنها أثرت على المقروءة ؟
ج: لقد كان لظهور الإعلام الالكتروني فضل كبير فهو الذي يمهّد الطريق للكاتب لمد جسور التواصل مع المواطنين والجماهير، وكذلك لعب دورا بارزا في مساندة الجماهير العربية في نضالها من أجل العدالة وغيرها. وأرى أنه مع ظهور العصر التكنولوجي الرقمي فتح المجال أمام المبدعين الشباب والشابات لنشر إبداعاتهم وإبرازها، وأعطاهم دفعة قوية للانطلاق، وكذلك للتنافس وتشجيعهم على الكتابة المتواصلة ونقلهم إلى العالم بسرعة فائقة مما خلق جواً من التلاقي الأدبي العالمي والمحلي أو البيني داخل الوطن العربي. كما خلق متنفسا لهم للتواصل مع العالم كله من أجل الاستفادة والإفادة وتبادل المعرفة والخبرات. وأما فيما يتعلق بجدوى الشعر في العالم الالكتروني استطيع القول بأنه يوجد شعر جميل وجزل ويوجد شعر اقل جودة وهذا يقع على عاتق الحركة النقدية التي تعتبر مغيّبة عن الأدب الالكتروني، وقد طالبت في مقابلات سابقة بضرورة مواكبة الحركة النقدية للإنتاج الأدبي هذا للتقويم، والإرشاد، والتوجيه، وتقديم النصائح للكتاب الشباب الجدد. وقد أثرت التكنولوجيا الحديثة على الصحافة المقروءة وصارت منافسة قوية لما تحمله من سرعة النقل والنشر اللحظي.
س7: الشعر النسوي هذا المصلح الذي يراه البعض تقليلا من شعر المرأة كيف تتعاملين مع هذا المصطلح وهل فعلا أن شعر المرأة مازال في ملامحه الأولى؟
ج: أنا لست معك في هذا السؤال، حيث لا يوجد شعر نسوي وشعر رجالي!!! مثلما الآخرين الذين يقولون ثقافة للمرأة وثقافة للرجل..الخ، هذا مرفوض بتاتا التقسيم في الأدب و الثقافة ولا أريد أن يتم تقسيم الثقافة مثلما تم تقسيم الوطن العربي، ولا يجب على الصحفيين والمثقفين أن يزجوا أنفسهم في مصطلحات تغذي القسمة في نفس القارئ، إنما هناك أدب وثقافة واحدة في كل مجتمع وفق خصوصياته.

س8: ماذا تعرفين عن الإبداع الجزائري ؟
ج: الجزائر بلد الثوار الأحرار الذي قدم الغالي والنفيس في سبيل حريته ورفعته، وقد اطلعت على بعض الإنتاجان الأدبية للروائيين، والشعراء مثل: " الطاهر وطار"، و"أحلام مستغاني"، و " محمد الأخضر السائحي" ،" واسيني الأعرج"، و" أمين الزاوي"،" لحبيب السايح" ،" ياسمينة صالح" و الشاعر عزوز عقيل وغيرهم.
س9:هل سبق لك زيارة الجزائر وماذا تقولين لشعبها؟
ج: أتمنى للجزائر وطنا وحكومة وشعبا التقدم والتطور والرفعة والازدهار، ولتبقى الجزائر أم المليون شهيد شوكة في حلق أعداء الوطن العربي دائما .
*كلمة أخيرة.
أتمنى لكم التوفيق
تحياتي
الكاتبة سلوى فرح
7/5/2016

0 comments:

Post a Comment