Tuesday, 8 September 2015

ومضة الصباح

لا تَتَسَكَّعْ في مَسَامَّاتِي حائِراً
اِرْحَلْ بِدَمي
اِجرحْ شَمْسي وهي تَفِكُّ أَزْرَارَها
خُذْ منِّي كُلَّ خَليَّةٍ وعَصَب
غَيْمَةٌ أنا
تَحْتاجُ إلى الرَّحيل ِ أبْعَدَ مِن عَينَيكَ
مَوجَةٌ أنا
تَحتاجُ إلى الإبْحار ِ أَعْمَقَ في شَفَتَيكَ
مَجْنونَةٌ تِلكَ الغُيومِ التي
لا تَمْطرإلا في الشِّتاء
مسْكِينَةٌ تلك الأرواحُ التي
لا تُعانِق الفردوس

Sunday, 6 September 2015

فيض الصباح...

أفيضُ بينَ شَرايينِك
فتُزهِرُ السَّماءُ
ويَحمَرُّ التُوتُ الشَّامِيُّ
تنتشي عرائس ابتساماتي
على شُرفَةِ أَحْلامِي

أرتعش....
كفراشةٍ سقط َعلى جفونِها النَّدى

Tuesday, 7 July 2015

ثورة الـورد

ثورة الـورد
بقلم: سلــوى فــرح
ألملم نتف فؤادي وبقايا عظامي لأصنع عقد محبة أزين به عنق الحياة لتتنهد روحي الطاهرة، و حطام كبريائي و صمودي لأبني سلما أصعد به إلى الشمس وأعانق نجوم السماء لترسل نورها للأرض التي تئن من وطأة الظلام الرمادي..
أجمع ما تبقى من مشاعري المتناثرة، وعواطفي الممزقة إربا لأحيك إسورة مجد أُجمل بها معاصم العاشقين لتخليد الحب..
ألملم بقايا الإنسانية المنسية لأصمم جسراً متيناً يبني عليه الأطفال أحلامهم الوردية وطموحاتهم... فيزهر مستقبل الأمان المزين بالعدل..
التقط قطرات نزيف قلبي لأمحو اليأس من ضمير الإنسانية عله يصحو، وتزهر عناقيد المودة من جديد،
و أبني عشاً متيناً لطيور الحرية من وريقات الزيتون والصنوبر الصامدة في وجه عواصف التدمير الذاتي والتخلف المظلم كي تنطلق الحرية من حناجر الكبت والكتمان كزقزقة العصافير..
ويغرد الوعي من صميم الجهل الموروث كالبلابل.. وتولد سنونات الأمل من رحم الربيع ، وتحلق العزة شامخة في سماء الكرامة كنسور عظيمة..
أقدم فراشات أحلامي كسيرة الأجنحة من غدر المتربصين هدية لمكسوري الخواطر لتحلق أرواحهم إلى الشمس..
أفجر زعقات الذات المكبوتة الحالمة في الوجود الإنساني.. دويها يشق صمت الفكر ويزعزع أهدافه الخرساء..
أجدد خطواتي التائهة بين جبال الخوف.. الملتصقة في وحل الضعف.. لأخطو خطوة بيضاء في زمن التجديد وعلى دروب الياسمين أرسم الحرية كيمامة بيضاء بطباشيري الجريئة..
أرمم ذاتي المتهالكة.. وجدران ثقتها المائلة خشية من السقوط في الحضيض.. أنفث الهواء في كينونتي المخنوقة.. كي يتنفس نبض شراييني روح الحياة..
أنقذ حقيقتي ومبادئي وفكري من تحت أنقاض الظلم والاستبداد والتشرد حفاظا على هويتي، وأكتب الأنا بلون الذهب لتبقى محفورة في تاريخي المشرق من الضياع .. احترق كشمعة لأكون شمساً تنير الطريق للأجيال القادمة والحالمة بالسلام..
أزيل اللمسات الأخيرة عن لوحتي المبدعة فتكتمل أنشودتي، وتزهو بألوان البنفسج وعبق عطره..
أبحث عن بتلات الجوري والياسمين بين زخات أيلول، ووريقات الزيزفون الراحلة بين سواقي الخريف
فأكون جورية النور وياسمينة الوجود....
أنتزع روحي من بين أنقاض الظلم، وعواصف التخلف، وغرق الروح.. أخلصها من براثن السرطان الفتاك واستبداد النفوس..
أحمي الأنا الإنسانية الحقيقية في أعماقي من صقيع الموت البطيء وتدمير الشموخ..
أغمرها بقلبي وحناني، وأتعلم كيفية حبها واحترامها.. لأنني إذا لم أحب نفسي وأحترمها لن أجد الحب والاحترام عند أحد، ويفرغ الحب من مضمونه، ويفقد معناه السرمدي..
أعانقها وأمسح دموعها وهي تصرخ من ألم تشردها وضياعها كأم ثكلى فقدت وحيدها في معركة الوجود..
أمسّد على جفنيها بلمسات حنونة علها تهدأ عَبراتها وتغفو عيناها حالمة بالفرح.. فقد أتعبها عهد البنفسج المذبوح..
أنمنم بريق الأمل في مقلتيها الناعستين، وأداعب البسمة على شفتيها المرتجفتين لعل الليلك يتنهد بحرية وأمان ويتفتح وتكمل عناقيد الكرز أنشودة نيسان .. أدربها على الرماية من جديد بقبضتين فولاذيتين وبقدمين ثابتتي الخطى.. تسير بصولجانها بثقة وصبر..
أحررها من حبال التعقيد.. أفكّ سلاسل الذل والألم وأمسح الصدأ عن قدميها المرتعشتين.. و لن أدعها تموت أمام عينيّ وكأنني كالنعامة أرى ولا أرى.. لن أدع روحها الذكية تختنق في بئر الزمان.. تستحق الحياة وملء الكون ونعمة الله.. تستحق أن تعثر على كينونتها الضائعة وقيمتها المشوهة من آكلي لحوم البشر وعلى دمائها الممتصة من قبل المستبدين كي تحلق منتصرة كما الخير..
من حقها أن تدرك رسالتها وتنشر حروفها حرفا حرفا على الأرض.. وأن تختار لون الشمس.. ورائحة العطر الذي يرضي ربيعها..
هي ولدت أميرة .. فملكت القمر بجرأتها وتحديها ومواجهتها.. وعذراء الروح بعزة روحها وإصرارها على الحياة الحقيقية مهما عظم الثمن.. فإما أكون أو لا أكون كما قال شكسبير.
هل نحن أمناء على ذواتنا ؟؟ الذات أمانة سماويه من الله .. فكيف نرى أرواحنا تلفظ أنفاسها أمامنا وتحتضر ونحن نقف مكتوفي الأيدي ونزعم أننا لا نعرف؟ ربما نقنع أنفسنا بنظارات شمسيه مظلله كي لا نرى الوديعة الحقيقة والأمانة الأصلية.
ليس من السهل العثور على النفس الضائعة وإعادة بناء الشخصية ولكن من خلال التواصل مع أرواحنا والعبادة نقترب من الله و نستمع لصوته الحقيقي ولنبضه في شراييننا، و التأمل يدلنا على مكامن الجرأة في أعماقنا لنسير في طريق العزة والخلود.. وأما الجبناء فلا تسمو نفوسهم ولا تتحرر أرواحهم من الجهل فيغرقون في النسيان..
نحن تائهون عن أنفسنا، ونبحث عن الخلاص في غياهب الزمن والمستقبل.. وخلاصنا هو في دواخلنا .. وفي قراراتنا واختياراتنا.. ولا خلاص إلا في الروح.. ولا تحرير إلا بسماع موسيقى الله الصحيحة..
صرخات دواخلنا تتوسل وتتضرع لرؤية النور والوجود، وتنتظر من يسمعها.. فلا تتلاشى بالهروب إلى استخدام السجائر والمخدرات المميتة..
النفس الإنسانية تترنح سكرانة، و تتمزق الأنا على طاولات القمار، وتجارة الجسد؟؟ إلى متى نرفض وجودنا؟؟
الموت مخيف وله رهبة قويه عظيمه خاصة للمذنبين وفقراء الضمير.. لكن الخوف الأعظم هو أننا لم نخلق للحياة بعد بل نحتضر داخل أنفاق الذل والعبودية ومرارة الإهانة، والفناء الأبدي.. وكأننا نمشي أحياء بالظاهر لكننا موتى الأرواح .. فإما أن تكون ذاتي سنديانة شامخة وزيتونة نورها خالد أو لا تكون .
___________
من مجموعتي القصصية( سوار الصنوبر)

Monday, 15 June 2015

القنصلية العراقية العامة في مونتريال تكرم الشاعرة السورية سلوى فرح


  

القنصلية العراقية العامة في مونتريال تكرم الشاعرة السورية سلوى فرح.

اقامت القنصلية العراقية العامة لجمهورية العراق في مونتريال امسيتها الثقافية السابعة عشرة (17) مساءَ يوم السبت 6/6/2015 على قاعة المركز الترفيهي لبلدية كوت سانت لوك في مونتريال، استضافت خلالها الاديبة السورية ـــــ الكندية سلوى فرح لإلقاء بعض قصائدها، والحديث عن تجربتها الشعرية، كما تضمنت الأمسية حفل توقيع ديوانها الثاني (لا يكفي أن تُجنَ بي) ومجموعتها القصصية الأولى (سوار الصنوبر)،
في البداية رحب القنصل العام  الشاعر جاسم نعمة مصاول بالحضور، وتحدث عن كتابة الشعر عند الاديبة سلوى فرح...إذ أكد على أن قصائد الشاعرة سلوى فرح الحاضرة بيننا اليوم، هي حقولٌ مزهرةٌ من النرجسِ والليلكِ والياسمين .. تحملُ موجاتَ بردى التي تٌسكرُ القلبَ وتبعثُ الخِصْبَ والحياةَ والجمالَ .. ونسماتُ قاسيون التي تُنشي النفوسَ ندىً ..
وأشار جاسم نعمة مصاول الى أن الشاعرة فرح تنهل من عبقِ التاريخ الشامي الموغلُ في القدم لحضارةٍ امتدت الآف السنين ومن حقها ان تفتخر بأنها حفيدة زنوبيا الشامخة وعشتروت العاشقة ..
وذكر إن الشعر عند الاديبة سلوى فرح هو منطلقٌ للتحليق مع فضاءاتِ السُحبْ المفتوحة التي لا يستقر لها مكان في هذا الكون .. كأنها طيورُ الماءِ في زفةٍ عرسٍ اسطوري على الشطآن الخضراء... كما يتميزُ الشعرُ عندها بالعاطفة المشحونة برومانسية عالية، فضلاً عن إن لديها اسلوبٌ ادبيٌ ابرزَ صفاتُه: الجمال والخيال وحسن استعمال التراكيب والمفردات والتصوير الدقيق ..
ثم تلاه الكاتب والشاعر اللبناني وسام جرداق الذي أشاد بقصائد الشاعرة سلوى فرح من حيث المعنى واللفظ والمضمون ولغتها العربية العالية وبنشاطها الادبي المستمر إذ أصدرت ديواني شعر ومجموعة قصصية في ظرف عام واحد وهذا انجاز كبير يسجل لها، فضلاً عن نشاطها اليومي عبر غوغل ومدونتها الشعرية وتوتير وصفحاتها في الفيسبوك وحضورها الامسيات الشعرية، وفي ختام كلمته القى ابيات من شعر الزجل  خاصة للشاعرة يمتدح فيها ما تقوم به الاديبة سلوى فرح من كتابة قصائد رائعة وراقية...
(ثم عُرض ريبورتاج توليفي عن الشاعرة سلوى فرح تضمن لقطات لها تحاكي فيها الطبيعة والقاء بعضاً من قصائدها...)
وبعد انتهاء العرض قامت الاديبة سلوى فرح بتوقيع ديوانها الثاني(لا يكفي أن تُجنَ بي) ومجموعتها القصصية الأولى (سوار الصنوبر) للحضور الذين اقبلوا على شراء الكتابين.
بعد ذلك تحدث الشاعر والصحفي العراقي رزاق علوان وقال انها ضاحكة كما الاطفال تعتمد تجربتها على لغة الصور الشعرية وترجمت حلم رامبو برموز الحرية المراة، الاغصان، الجسر، السلام،  كما لمستُ في قصائدها  دعوة  واعية  بمثابة صرخة ضد الخنوع الازلي للارتقاء بثقافة المراة، فكرها، وجسدها مقتحمة الابواب التي أغلقت امامها، وتبذل جهداً مميزاً في عودة رقي الادب الانثوي، وارتقت بثقافة المراة وقصيدة الانثى كياناً، وطناً، الهاماً.
ثم تحدث الكاتب والإعلامي العراقي يحيى طاهر كيف الشاعرة تكتب قصائدها مع اطلالة الفجر، موعد صحوتها من النوم كما الازهار التي تتفتح في هذا الوقت والطيور التي تغني منذ بزوغ الفجر... وحث الجميع على تقديم الدعم  وقراءة حروفها كونها شاعرة مبدعة وصادقة مع نفسها  أولاً ومع الاخرين.
ثم تلته الاديبة سلوى فرح بإلقاء كلمتها بهذه المناسبة، اذ رحبت بالحضور وقدمت شكرها إليهم لحضورهم ووقوفهم معها في هذه المناسبة، وشكرت كل من شجعها من( قراءها في الفيس بوك) خلال مسيرتها الشعرية من جميع البلدان العربية، كما أشادت بالقنصلية العراقية العامة لرعايتها وتشجيعها لها ولجميع الكتاب والادباء العرب في مونتريال.
وذكرت انها انقطعت فترة طويلة عن الكتابة بسبب الظروف والسفر والترحال والعائلة ولكن بعد وفاة والدها منذ عشر سنوات تقريبا شعرت بأن الطريقة الوحيدة للتواصل مع روحه هي العودةالى الكتابة وبإيعاز من روح والدها عادت للشعر والنثر... وأضافت: " أنا روح تبحث عن الخلود في الحب والمحبة واعرف نفسي جداً...أنا في تواصل روحي دائم مع ذاتي وهدفي هوالحفاظ على روحي وفطرتها رغم كل التحديات ورسالتي هي نشر الفرح الأمل والتفاؤل والرومانسية والحب  في النفوس، كما لم ولن أسعى إلى استغلال أحد ما ولا إلى مناصب لأن هذا ليس من شأني، إنما أنا زهرة في حدائق الشعر تأمل الرعاية والاهتمام ليفوح عبق إبداعي إلى مراتب الارتقاء" .. ثم أشادت بالنقاد والكتاب العرب الذين شجعوها، على سبيل المثال لا الحصر، الكاتب والقاص الفلسطيني نصير الريماوي والناقد العراقي احمد فاضل اللذين كانا لهما الفضل الكبير بتشجيعها.
ثم تحدث الكاتب والدبلوماسي المغربي علي الادريسي عن نصوص مختارة من قصائد الاديبة سلوى فرح إذ قال انها امتازت بلغة عالية وموسيقى ذات إيقاع خاص، فضلاً عن ومضات صوفية وفلسفية في تلك النصوص تدفع القارئ ان يتبحر كثيراً في نصوص سلوى فرح ليكتشف حواء منذ الازل الى يومنا هذا.
وقبل الختام قام القنصل العام جاسم نعمة مصاول بتقديم الشهادة التقديرية الى الاديبة سلوى فرح.
ثم اختتمت الأمسية بتقديم أغاني وطنية بصوت الشاعرة سلوى فرح، إذ هي خريجة المعهد الموسيقى العالي في سوريا، رافقها فيها عازف العود المعروف في مونتريال عصام حداد.
قام بإدارة الأمسية الثقافية بنجاح الإعلامي الكبير المعروف فيكتور دياب من إذاعة الشرق الأوسط في مونتريال.
كانت الامسية رومانسية جداً ومميزة حيث قامت الشاعرة بنثر رقائق الجوري البيضاء هنا وهناك واشعلت الشموع بين ديوانيها واختارت موسيقى شفافة لمرافقة الحفل والكوكتيل الموشى بسلة فاكهة على شكل القلوب.
حضر الأمسية عدد من الكتاب والمثقفين العراقيين والعرب المغتربين في مونتريال.








Tuesday, 9 June 2015

قراءة في ديواني لايكفي ان تجن بي للناقد أحمد فاضل


" لا يكفي أن تجن بي "
ديوان الشاعرة السورية المغتربة
سلوى فرح
كتلة شعرية من الأحاسيس بلغة شفيفة .
قراءة
كتابة / الناقد  أحمد فاضل 


لا شيئ كالشعر يبدد المنفى والغربة ، هكذا هم الشعراء ناقوس الحس البشري الذي يدق في الكون عله يسمع أصواتهم ، وهكذا هي شاعرتنا السورية المغتربة سلوى فرح في ديوانها الجديد ( لا يكفي أن تجن بي ) الصادر عن دار نشر الفرات في دمشق هذا العام هو كتلة من الأحاسيس جسدتها في خمسة وعشرين قصيدة من النثر الحديث ، أولاها " سيد الصمت " وآخرها " اليقين " ، وكأن هناك حبل سري يمتد بينهما يتوسطهما وطن مرسوم على خارطتها هو الأب أو الأم أو الحبيب ، لا فرق بينهم لأنهم الحدود الآمنة لها التي رسمتها وحملتها معها مذ وطأت كندا كمستقر بديل عن وطنها الشام .
وهي منذ ديوانها الأول " أزهر في النار " تزداد تجربتها الشعرية ألقا فوق ألق ونضوجا أفضى إلى ابتكار معان وصور متداخلة أطرتها لغة شفيفة خالية من الرموز ، لكنها تحمل اسم الإشارة فيها لتصنع منها غواية شعرية محببة كما في " سيد الصمت " أولى قصائد المجموعة نقرأ منها :
اقترب أكثر .. أكثر لا تخف
فجر جدران كهفك
وأطلق عنان الشوق
ليحلق بنا نحو الفضاء
هناك أهدم جدار صمتك
حتى تقول :
اقتحم لا تخش
على جبين القمر
ولدت لأجل فرحك
نجم حنيني أنتَ
فاصعد على عرشي
اصعد لا تخف
أنا بانتظار صعود روحك إلى جنتي
هل ستراقصني على خيوط الشمس ؟
خارطة فرح الشعرية التي أشرنا لها أول ما حملت هي هذه العاطفة المشبوبة في إشارة لمن تحب حيث تداخلت الصور والمعاني استنطقت من خلالها روحها الملتاعة له في محاولة مبتكرة منها لكسر الجمود الشعري بقوالبه المعهودة وفق مزيج متناغم من الصور الشعرية المفعمة بالموسيقى التي جعلتها مفتاحا لعوالمها قبل أن تتحول إلى خيال جامح لتحلق معه بعيدا عن عالمها المحسوس ، قصائدها هذه تذكرني بالموسيقي المجري الأشهر فرانز ليست ( 1811 – 1886 ) الذي عمل على تأليف القصائد السمفونية وهي طريقة لم يسبقه إليها أحد نجدها عند شاعرتنا التي تنبهت إليها وأنا أقلب قصائدها فهي واحدة من ابتكاراتها العديدة بعد أن علمت أنها تحمل دبلوما في التربية الموسيقية والفنون أصلا عكست حسها ذاك على عديد قصائد الديوان كما في قصيدتها " قبل أن يؤرقني الحلم " نقرا منها :
ما زال للشمس مهد في روحي
سأسترجع ذاتي
كي يعرش الآس
داليات الحب في قلبي
الندى يقطر منها
لا ترحلي أيتها العصافير
لنكمل ترنيمة الصباح
الحلم يؤرقني
رويدا شقائق النعمان ..
مهلا ياسمين الشام
ما زال للحب بقية
وكما امتلك الشاعر الكاريبي ديريك والكوت ( 1930- ... ) نصه المكتوب كصلاة وليست قصيدة كما يعبر عن ذلك الناقد والمترجم السوري تحسين الخطيب حينما يكتب عن هذا الشاعر بقوله :
" ليست القصيدة لدى والكوت ، مجرد كلمات فحسب ، بل هي " صلاة " ونداء داخلي حيث يشعر الجسد بأنه يذوب في ما قد رآه ، وتصبح " الأنا " مجرد شيئ ثانوي فائض عن الحاجة ، تصبح القصيدة – الصلاة هي النشوة التي تجتاح كينونة الشاعر ، وتعرج بها وراء التاريخ والمكان واللغة " .
وهكذا نجد نصوص شاعرتنا عبارة عن صلاة وتهجد لوطنها ولكل من تحب كما في أغلب قصائد ديوانها ، لكننا اخترنا قصيدتها " وطن اليقين " كاملة عنوانا ومقصدا لما قلناه عنها لاحظ كيف امتزجت فيها موسيقى "فرانز ليست " وصلاة " ديريك والكوت " في مونولوج داخلي قل نظيره بين القصائد ، نختتم فيها قراءتنا التي مهما قلنا فيها عن ديوان شاعرتنا المبتكرة سلوى فرح فلن نعطيه حقه ، علما أن هذه النصوص كتبت في الأعوام 2012 و2013 في غربتها بكندا ، تقول فيها :
الياسمين يبكي الياسمين
الليل يجلد النهار الحزين
وأنا أميرة شامية لا عرش لي
أرقد كيمامة في حضن الغروب
أرتجف من سيل الشقائق
اغتالوا فضائي عشية أمس
قمري ينتحب
السماء غدت قريبة جدا
لا لون لي .. لا ظل لي
تساقطت عناقيدي
وجف نبيذي
يا قمري الدامع
يعتصرني الحنين إلى تلك الليمونة
الغافية على كتف أمي
إلى خصلات الأكدينا
تغازل العصافير
وهزات الزنبق
في حقول الغيوم الثائرة
أين أنت أيها الحلم ..
سأجسدك رغما عنك
أريد عرشا في زوايا عينيك
كناسك أتعبد فيها
لا تتسع الأرض لي
سأتحول إلى نسر شعاعي
نصفي ملائكة
ونصفي الآخر امرأة
شيئ ما يسحبني نحو السماء والخلود
أين أنت أيتها الملائكة ؟
سأنتزع خنجر الغربة من خاصرتي صارخة
هبيني أجنحتك لأعيد لوطني اليقين

Thursday, 4 June 2015

صباح الياسمين

صباح الياسمين أحبتي..

ستُقام أمسية شعرية لي وحفل توقيع ديواني الشعري الثاني (لا يكفي أن تُجنَ بي) ومجموعتي القصصية (سوار الصنوبر) مساء يوم السبت بعد الغد المصادف 6/6/2015 الساعة السادسة (6 مساءً) على قاعة بلدية كوت سانت لوك (Côte St.Luc) على العنوان المذكور التالي:
5794, Parkhaven Avenue
2nd Floor, Room (B)
Côte Saint-Luc, QC, H4W 0A4
Montreal
(Bus 104 + 138)

ملاحظة) هناك اعلان عن الدعوة في اذاعة الشرق الاوسط (مونتريال) الساعة الثامنة صباحاً والساعة الثالثة بعد الظهر.
أنتم مدعوون جميعا لحضور هذه الأمسية....

Monday, 1 June 2015

صباح الطبيعه